الانتحار تعريفه وأسبابه وطرق معالجته

الانتحار تعريفه وأسبابه وطرق معالجته
بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار قام مركزنا مركز الابحاث وحماية حقوق المراة بحملة توعية للعائلات تحت عنوان لا للانتحار- نعم للحياة للتعريف بهذا اليوم وتوعية المجتمع بمخاطر ظاهرة الانتحار و كيفية الحد منها وتكثيف الجهود لحل المشاكل الاسرية بالطرق والاساليب الصحية و مواجهة المشاكل بقوة بعيدا عن انهاء الذات وقتلها فما هو الانتحار وماهي اسبابه و ماهو حكم الانتحار شرعا وقانونا وكيف نستطيع معالجته
الانتحار هو الفعل المتعمد لقتل الذات بطريقة ما ( الشنق – الحرق – السلاح الناري – الأدوية الكيماوية – الأدوات الحادة ……… الخ ) وهذه الظاهرة منتشرة في جميع المجتمعات إذ تؤكد تقارير منظمة الصحة العالمية أن حوالي 800.000 الى مليون حالة انتحار تحدث سنوياً على مستوى العالم وفي الحقيقة فإن المعطيات تشير الى اكثر من ذلك بكثير، وتتركز 85% من هذه الحالات في الدول النامية و تحدث بين الفئات العمرية 35-15 غالباً كما ان نسبة الانتحار الفعلي بين الذكور أكثر من نسبة الانتحار بين الإناث لكن محاولات الانتحار عند الإناث أكثر بكثير .
لهذه الظاهرة اسباب مختلفة منها نفسية لها علاقة ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق وهناك اسباب اقتصادية كالفقر والبطالة وعدم تكافؤ فرص العمل وهذا ما يفسر انتشار هذه الحالات في المجتمعات الأكثر فقراً وتفشي الأمية لانعدام التعليم الجامعي والمتوسط, وضغوطات واحتياجات الحياة اليومية وعدم تعرفها بشكل عام اضافة لبعض الموروثات الثقافية والدينية والاعراف و التقاليد البالية التي تقيد الحريات الشخصية للأفراد وبشكل خاص الفتيات ما بين العمر 30-15 .
في مجتمعاتنا تزداد هذه النسبة بين الفتيات و النساء المتزوجات بشكل خاص اللواتي يرغمن على الزواج دون إرادتهن وهنا تحدث المشاكل الزوجية لأكثر من سبب منها عدم قدرة الفتيات على استيعاب مشاكل الحياة الزوجية وهذا يستدعي بالدرجة الأولى صياغة قوانين أو مواد في قانون الأحوال الشخصية تمنع منعاً باتاً الزواج دون السن القانونية اي الثامنة عشر من العمر , ووضع ضوابط لذلك من خلال النهوض بالوعي المجتمعي بشكل عام من خلال التوعية وزيادة مستوى التعليم في المجتمع واعطاء الدور للفتاة في اختيار شريك الحياة دون تدخل من الأهل أو الأقارب, لان ما وجدناه في جميع حوادث الانتحار التي حدثت خلال الفترة الماضية والتي كانت ضحاياها فتيات في مقتبل العمر، هو أن اكثر من حالة لها علاقة بالمشاكل الزوجية ربما لوجود اختلاف في المستوى الفكري بين الزوجين أو عدم قدرة الزوجة على تحمل اعباء الزواج وكذلك عدم قدرة الرجل على تحمل مسؤولياته الزوجية وادراكه لها و كذلك عدم القدرة على تربية الاولاد كما يجب اضافة الى العديد من الحالات التي يتبع فيها الزوج عادات شاذة ومخلة بالأخلاق فتؤدي الى وجود خلافات بينه وبين الزوجة ما يحفز رغبة الزوجة بالانفصال و بالتالي عدم فهم الاهل لرغبة الفتاة وقراءتها بالشكل الصحيح يؤدي الى حدوث ما لا يحمد عقباه .
نذكر ايضا ان العديد من حالات الانتحار كانت نتيجة لعدم لتكيف المنتحر/ة مع ظروف الفشل الذي يواجه /ها فهناك حالات انتحار بين الشباب في مقتبل العمر والسبب هو عدم النجاح في الاعدادية او الثانوية ما يستوجب الحرص والاهتمام من قبل الاهل على متابعة اولادهم وبناتهم وتشجيعهم على الاستمرار والمحاولة حتى النجاح وعدم الضغط عليهم لان ذلك يزيد من فرص الانتحار لديهم وحسب الاحصائيات هذا العام 2020 الموجودة لدينا فهناك 15 حالة انتحار للنساء و23 حالة للرجال و4 حالات للاطفال فيما عدا محاولات الانتحار التي فاقت الاربعين وهناك حالات انتحار اخرى لم تستطع السلطات القضائية معرفة اسبابها الا ان بعض الشهادات اكدت ان الاسباب هي خلافات عائلية وفي بعضها عاطفية ادت الى حدوث حالة من الاكتئاب والقلق النفسي ما ادى الى انهاء الحياة
حكم الانتحار
ان الشريعة الاسلامية حرمت الانتحار باعتباره قتل للذات وجعلته من كبائر الذنوب لانها انهاء للحياة هبة الله وقد قال الله تعالى في ذلك ( ولاتقتلو انفسكم ان الله كان بكم رحيما ) وقال ( ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ) للرسول الكريم احاديث في ذلك و واكد ان الجزاء يوم القيامة سيكون من جنس العمل فقال ( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم يتردى خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسى سما فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجا بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ) وقد خلق الله الانسان واكرمه واصطفاه وجعل له اجلا محددا وهو يعتبر تهجما على الجسد الذي خلقه الله واختصه به فلا تزهق نفس الا بالحق
اما قانونا
لا عقوبة في حال اتمام الانتحار لان الجاني والمجني عليه يكون شخصا واحدا ولكن بعض القوانين تعدها جناية وبعض القوانين تعدها جنحة اما المحرض على الانتحار فيعاقب وفقا لقانون العقوبات العام
معالجة حالة الانتحار
لمعالجة ظاهرة الانتحار في المجتمع وبين النساء بشكل خاص و التخفيف من آثارها في المجتمعات :
اولا: ينبغي على المؤسسات الحكومية والمجتمعية في الدرجة الاولى الاهتمام بالصحة النفسية والمبادرة إلى زيادة عدد الأطباء النفسيين وحث النساء والرجال على زيارتهم عند ظهور أي حالة اكتئاب لديهن أو لدى أحد أفراد الاسرة وتخطي بعض العوامل الاجتماعية
ثانيا : الاهتمام بمستوى التعليم وتصحيح بعض المفاهيم والتقاليد الاجتماعية المتوارثة من خلال اصدار القوانين وخصوصاً ما يتعلق بزواج الفتيات دون السن القانونية والزواج دون رغبة صريحة من الزوجين واخذ مبدأ التكافؤ الايجابي بعين الاعتبار عند القبول بالزواج إضافة الى توعية المجتمع بحقوق المرأة في طلب التفريق و النفقة و الحضانة و الإ راءة على أنها حقوق قانونية وشرعية وأن العادات والتقاليد التي تمنع حصول المرأة على حقوقها قد تؤدي الى عواقب وخيمة في الاسرة اولا وفي المجتمع فالخلافات العائلية بين الزوجين تؤدي الى خلل واضح في تربية الاطفال وتعليمهم لان انتحار احد الوالدين يؤدي بالأطفال الى أمراض نفسية و حالات من التوتر والشذوذ الجنسي والتشرد
ثالثا: التأكيد على الرادع الديني الذي يحرم الانتحار في الأديان السماوية
رابعا :تحسين المستوى الاقتصادي وتأمين فرص العمل وتأمين السكن والعمل على خلق المساواة بين الجنسين و توعية المجتمع بذلك
خامسا: الاهتمام بشريحة الشباب وكذلك الاطفال فوق العاشرة واعداد برامج توعوية وتدريبية للجث على الابداع وخلق اجواء لاكتشاف المهارات والتشجيع على ممارستها وتطويرها
هذا ما سيؤدي إلى الاستقرار النفسي وابتعاد أفراد المجتمع بشكل عام عن العقد النفسية وحالات الاكتئاب وغيرها من الأمراض , كما ينبغي الاهتمام الخاص بأولئك الاشخاص الذين اقدموا على الانتحار ولم ينجحوا في ذلك ومحاولة حل مشاكلهم وعرضهم على أطباء نفسيين واخصائيين اجتماعيين من أجل إذلال الازمات والمشاكل النفسية والاجتماعية التي يعانونها.
اعداد أ مزكين حسن
رئيسة مركز الابحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا
10/9/2020

شاهد أيضاً

نداء حقوقي وانساني لنعمل يدا بيد من أجل وقف جرائم الشرف

نداء حقوقي وانساني لنعمل يدا بيد من أجل وقف جرائم “الشرف” حول استمرار سقوط ضحايا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *