19 حزيران اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع

19 حزيران اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع
“”اسمي نهلة (اسم مستعار ) فتاة كردية ابلغ من العمر 25 سنة متزوجة و أنا من مدينة عفرين المحتلة , هربت مع زوجي مثل بقية سكان عفرين من المدينة قبل أن يتم احتلالها من قبل الدولة التركية و الفصائل السورية التابعة لها و ذلك للنجاة بحياتنا من قصف الطيران للمدينة , و بعد احتلاها بفترة عدنا الى بيوتنا و لكن تم اعتقال زوجي , و إخفائه قسراً فاضطررت للذهاب و السؤال عنه و لكن تم اعتقالي أيضاً , و خلال فترة اعتقالي تعرضت للاغتصاب أكثر من مرة من ضابط تركي و آخر من فصيل السلطان مراد و كان معي العشرات من النساء الكرديات و اللاتي تعرضن أيضاً للإغتصاب “”
بعيون مليئة بالدموع و نفس مكسورة و غصة رغم مرور أكثر من ست سنوات على حدوث هذه المأساة معها فالاغتصاب الذي انتهك كرامتها و كبريائها من قبل عدو متوحش بعيد عن الانسانية و حقوق الانسان روت لنا هذه القصة , و كانت تتمنى تحقيق العدالة و الإنصاف ……..
“”انا سوسن (اسم مستعار ) فتاة كردية أيزيدية أبلغ من العمر 24 عاماً تم أسري مع والدتي و أخواتي و أخي الصغير بعد أن تم فصلنا عن أبي و أخي الأكبر من قبل عناصر تنظيم داعش الارهابي أثناء هجومهم على مدينة شنغال و كنت حينها في السادسة عشر من عمري و تم اغتصابي من شخص داعشي و بعدها قام ببيعي الى شخص آخر بحفنة من الدولارات , و هكذا تم بيعي و شرائي أكثر من عشرين مرة حيث كنت أغتصب من قبل من يقوم بشرائي لفترة من الزمن ثم يتم بيعي ………”” روت لنا قصتها دون أن ترفع رأسها او تنظر بأعيننا و كأنها ارتكبت عاراً أو ذنباً …….
قصص قديمة و حديثة لجرائم ارتكبت بحق المئات من النساء في عصر تعتبر فيه حقوق الانسان مقدسة و حقوق المرأة مصانة و تتعالى فيه أصوات المناديات و المنادين بحماية حقوق الإنسان .
في فترة النزاعات المسلحة التي تفاقمت و تصاعدت حدتها و تعددت أطرافها , و التي لا تزال مستمرة في سوريا و العديد من الدول في المنطقة , العنف الجنسي يرتكب كأسلوب منهجي من أساليب الحرب و الإرهاب و التعذيب , كما و أنه يستخدم كاستراتيجية متعمدة لتمزيق النسيج الاجتماعي و ترويع الناس و إجبارهم على ترك منازلهم و هو وسيلة إذلال و عقاب جماعي و أداة قمع و ترهيب سياسي .
والعنف المتصل بالنزاع حسب تعريف الأمم المتحدة هو مصطلح يشير الى ((الاغتصاب و التجارة الجنسية و البغاء القسري و الحمل القسري و الإجهاض القسري و التعقيم القسري و الزواج القسري و غيرها من أشكال العنف الجنسي مما يكون لها نفس الأثر الذي تتعرض له النساء و الرجال و الفتيات و الفتيان سواء كان ذلك تعرضاً مباشراً أو غير مباشر مما يتصل بالعنف اتصالا مؤقتاً أو جغرافياً أو عرفياً )), و تترك هذه الأفعال ندوباً جسدية و نفسية دائمة لدى الناجين و الناجيات من العنف الجنسي , كما و يتم إسكاتهن غالباً لأن المحرمات الاجتماعية و الأنظمة الصحية المحطمة و انعدام الأمن و الخوف يحول دون التماسهم الدعم أو الحصول عليه , لهذا لا يتم الابلاغ عن العنف الجنسي في النزاعات على نحو واسع فيظل الجناة أحراراً يمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون أي خوف أو شعور بالذنب , إلا أنه و بموجب القانون الدولي يندرج الاغتصاب المنهجي و غيره من أشكال العنف الجنسي ضمن جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية التي تختص المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة مرتكبيها , كما أن العديد من الدول تجرم بموجب قوانينها هذه الجرائم و تنص على معاقبة مرتكبيها بأشد العقوبات .
في التاسع عشر من حزيران من العام 2015 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم (293\69\ RES\A ) , يوم التاسع عشر من حزيران من كل عام بوصفه اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع , و أوضحت في قرارها أن الهدف من ذلك هو التوعية بالحاجة الى وضع حد للعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات , و تكريم ضحايا العنف الجنسي في جميع أنحاء العالم , و الإشادة بكل الذين تجاسروا فأخلصوا أوقاتهم للقضاء على هذه الجرائم و جادوا بأنفسهم في سبيل ذلك المقصد .
و وقع الاختيار على ذلك التاريخ للتذكير باعتماد قرار مجلس الأمن \1820 \ تاريخ 19 حزيران 2008 , القرار الذي ندد فيه مجلس الأمن بالعنف الجنسي الذي تتخذه الجماعات الإرهابية و المتطرفة و غيرها أسلوباً من أساليب الحرب لإذلال المدنيين فضلاً عن كونه يشكل عقبة في سبيل بناء السلام , هذا القرار الذي يعتبر متمما للقرار 1325 الخاص ب المرأة و الأمن و السلام , لأن العنف الجنسي المرتبط بالنزاع يعيق قدرة المرأة على المشاركة بشكل هادف في القطاعات الاجتماعية و كذلك السياسية و الاقتصادية للحياة مما يتسبب في زيادة الفقر و التهميش و انعدام الأمن .
لذا فإن هذا اليوم يعد استذكاراً و لتجديد المطالبة بتحقيق العدالة و الإنصاف للضحايا , و توعية الجميع بأن الناجيات و الناجين هم ضحايا و ليس مجرمين بل يجب العمل على تقديم المساعدة و الدعم لهم و محاسبة الجناة .
و في التقرير السنوي للأمم المتحدة للعام 2023 نددت الأمم المتحدة بتزايد العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات في العام 2023 و ذلك بسبب تزايد العسكرة و انتشار الأسلحة .
لهذا فإننا في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع ندعو الى :
1- العمل على إنهاء حالة الاحتلال في كافة الأراضي السورية المحتلة و ضمان عودة النازحين و المهجرين الى بيوتهم
2- نشر قوة دولية لحفظ الأمن و السلام على طول الحدود السورية التركية المشتركة
3- إصدار قرار من مجلس الأمن يحظر بيع الأسلحة الى الدولة التركية
4- تكثيف العمل و التمويل على نطاق واسع من أجل إنهاء العنف الجنسي
5- حماية ضحايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات
6- منع الجناة من الإفلات من العقاب و ضمان إمكانية لجوء الضحايا الى العدالة و حصولهم على التعويض و الإنصاف
7- خلق آلية دولية تسمح لضحايا العنف الجنسي في حالات النزاع باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية مباشرة
8- ضمان مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار و بناء السلام
في 19\6\2024
مركز الأبحاث و حماية حقوق المرأة

شاهد أيضاً

بيان استنكاري بخصوص الأعمال الإرهابية و اللاإنسانية التي قام فصيل موالي للاحتلال التركي

بيان استنكاري إننا في مركز الأبحاث و حماية حقوق المرأة نستنكر الأعمال الإرهابية و اللاإنسانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *