شنكال بعد العاصفة

شنكال بعد العاصفة
في مثل هذه الأيام ارتكبت في شنكال أبشع المجازر , وامام أعين العالم الذي لم يحرك ساكناً تعرض الكرد الإيزيديين لأبشع أنواع العنف الممنهج و حملات القتل الجماعي واعتبرت هذه المجازر أكثر مجازر العصر وحشية، حيث قتل مرتزقة داعش الآلاف من أبناء شنكال، وقاموا بعمليات خطف واغتصاب وسَبي النساء ليتم فيما بعد بيعهن في أسواق النخاسة في مناطق سيطرتهم , وتعتبر أحداث الثالث من أغسطس عام 2014 محفورة في ذاكرة أهالي شنكال ممن نجو بكل تفاصيلها والتي يقف العقل البشري حائراً في تصويرها وتوضيحها وتشخيص دوافع مرتكبيها
لقد قتل مسلحو داعش اكثر من 700 رجل ايزيدي في اليوم الاول من الهجوم معظمهم من الشباب والرجال ونفذوا حملات إعدام جماعية ذبحا بالسكاكين والرصاص وتركوا الجثث مرمية في الطرقات ومارسوا وارتكبوا عملية إبادة جماعية راح ضحيتها 3000 الى 5000 من الإيزيديين نصفهم ماتوا جوعاً وعطشاً خلال رحلة الهروب للاحتماء بجبل سنجار, الى ان تم انقاذهم
إن ما حدث للايزيديات في شنكال إبادة جماعية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان فالقتل و الاغتصاب والخطف والسبي و البيع في أسواق النخاسة واتخاذهن كجواري و عبيد لهم كلها من الأفعال التي حرمتها المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الانسان إضافة الى اتفاقيات جنيف الأربعة المادة 51 من البروتوكول إضافي الأول الفقرة 2 والتي تحظر اعمال العنف و التهديد والرامية الى بث الزعر بين المدنيين وتنص على حمايتهم من اطراف النزاع كما تحظر جميع تدابير تهديد والإرهاب الا أننا راينا كل ذلك يحدث دون رادع دولي أو تدخل من الأمم المتحدة. مع ان كل تلك الجرائم ترتقي الى مرتبة جرائم الحرب وكان لا بد محاكمة مرتكبيها امام المحاكم الدولية نساء وفتيات بعضهن لا يتجاوز اعمارهن تسع سنوات استخدمن للاستعباد الجنسي وانتهكت اجسادهن على ايدي مسلحي التنظيم الارهابي وأي محاولة للهروب تقابل بأبشع اشكال العنف والمنهجية كالضرب الوحشي أو الاغتصاب الجماعي
بعد القضاء على التنظيم الإرهابي في اخر اوكاره في الباغوز وتحرير المئات من الايزيديات على يد قوات سوريا الديمقراطية تأكدت لدى العديد من الجهات صحة المعلومات عن الجرائم التي ارتكبت بحق الكرد الإيزيديين وخصوصا النساء والأطفال منهم
إن ما عانته المرأة الإيزيدية على يد عناصر داعش وما ارتكبوه بحقها من جرائم أثر بشكل عام على حياتها وحياة اطفالها واسرتها نحن نرى اليوم امرأة استعبدت جنسيا و اغتصبت من قبل عدة رجال و تم بيعها وتداولها كسلعة في أسواق النخاسة واستخدمت كجارية وخادمة و واجبرت على الزواج بدن رغبة منها دون اكتراث بعمرها او وضعها الإنساني لهذا فان الإنسانية جمعاء مسؤولة عن الوقوف على وضع هؤلاء النسوة و مساعدتهن على الخلاص من ما اصابهم نفسيا وجسديا واجتماعيا
لقد اكد تقرير الامم المتحدة على الحاجة الملحة للدعم النفسي و الاجتماعي وغيره من اشكال الدعم وعلى وجه الخصوص الايزيديات الناجيات من العنف الجنسي و العبودية الجنسية من خلال كشف الاسلوب الممنهج وواسع النطاق الذي تبعه تنظيم داعش في ارتكاب تلك الفظائع المروعة في حقهن و تعريفهن بحقيقة ما حدث لهن خاصة اللواتي تعرضن للعنف والزواج القسري
إن الممارسات التي ارتكبت بحقهن اثرت عليهن بشكل كبير من الناحية النفسية والاجتماعية، فقد خلقت لديهن التوتر النفسي والإضرابات، وكما تبين الافكارٌ القلقة وتغيرات فسيولوجية وعضوية من ضمنها التعرق أو الرعشة أو الدوخة أو التنميل في الأطراف، أو الخفقان، والشعور بقرب الموت، أو فقدان العقل، أو تسارع ضربات القلب، وتقوم بدور مهم باقتحام حياة المرأة وبعض من الأحيان تشكل خطرا على مستقبلها وحياتها، وتحطيم نفسية الافراد المحيطين بها و بث اليأس في نفوسهم، والانعزال والشعور بالتوحد وقد تنتقل هذه الظاهرة من جيل الى اخر حسب الفئات العمرية وخاصة الأطفال وتظهر عند غياب أحد افراد العائلة او غياب احد الوالدين
لقد استمعنا نحن مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة الى بعض الناجيات من الايزيديات وقد سمعنا منهن ما لا يصدقه انسان في ظل الإنسانية المنادية بالحريات و التحضر
بيعت 50 مرة
ن ع ح : البالغة من العمر 18عاماً تم بيعها خمسون مرة, وعندما حاولت الهرب عوقبت برميها من الطابق الرابع
قطع راس طفلها امام اعينها
خ ع :
من قرية تل عزيز والبالغة من العمر 18 عاماً تم بيعها عشرة مرات وتم قطع رأس طفلها امام اعينها وعندما حاولت الهرب لعدة مرات لم تكن تنجح فيلقى القبض عليها وضربها.
خ خ غ :
من قرية تل عزيز والبالغة من العمر 20عاماً تم بيعها 20 مرة، قابلت شقيقتها الصغرى البالغة من العمر 13 عاماً، بعد فرِاق دام ثلاث سنوات، شاهده على الكثير من حالات قتل النساء، وذلك برميهن في حفرة، وهن موضوعات داخل اكياس، ورجمهن حتى الموت.
ان مأساة الإيزيديين والإيزيديات لن تنتهي بنهاية التنظيم، ونجاتهم من براثنه ووحشيته لأن الوضع والواقع الأليم الذي عاشوه، سيبقى يتعزز في ذاكرتهم لسنوات طويلة ما سينعكس كثيراً على حياتهم ومستقبلهم وتصرفاتهم وستصبح جزءً من الشعور الجمعي تدريجيا، لأن الواقعة لشدة ألمها، لا يشعر بها إلا من عاشها وتعرّف على تفاصيل دقيقة حولها
ونحن كمركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة نتعهد للمرأة الإيذيدية أننا سنكون داعماً وسنداً لها وسنعمل كل جهدنا للاقتصاص من مرتكبي الجرائم بحقها .
مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا
3/8/2020

شاهد أيضاً

نداء حقوقي وانساني لنعمل يدا بيد من أجل وقف جرائم الشرف

نداء حقوقي وانساني لنعمل يدا بيد من أجل وقف جرائم “الشرف” حول استمرار سقوط ضحايا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *