تقرير حول حصيلة الهجمات التركية في تشرين الثاني على مناطق شمال وشرق سوريا

خلفت الهجمات التركية الاخيرة في شهر تشرين الثاني على مناطق شمال و شرق سوريا آثاراً مدمرة على كافة الأصعدة  مما سبب المزيد من العجز في الوضع العام في المنطقة والمتأثرة بالأساس من تداعيات الآزمة السورية والحصار المفروض عليها, فلقد نفذ الاحتلال التركي بتاريخ 5/10/2023 عدد من الضربات الجوية والبرية على مناطق شمال شرق سوريا وبلغ عددها (580) ضربة، من اقصى ديريك وصولاً الى منطقة الشهباء والتي استهدفت بشكل أساسي البنية التحتية والمرافق الحيوية في المنطقة حيث تم تدمير عدد من محطات توليد الطاقة الكهربائية، حقول النفط وبعض المراكز الصحية والتعليمية مراكز إيواء النازحين وكانت الحصيلة النهائية للهجمات وفقاً للبيان الذي اصدرته الإدارة الذاتية في شمال و شرق سوريا كالآتي :

  • نفّذت القوة العسكرية التركية 580 استـ ـهدافاً للمنطقة جواً وبراً.
  • فقد 44 شخصاً حياتهم بالقــصف التركي من بينهم مدنيين وأطفال وعناصر من قوى الأمــن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية  ومن بينهم 29 عنصرا من قوات مكافـحة المخـدرات.
  • القـصف التركي على المنطقة خلّف 55 مصـ ـاباً.
  • 104مواقع بين مدمــرة بالكامل ومتـضررة وخارجة عن الخدمة جراء القـصف التركي.
  • 5 مليون شخص تضـرروا جراء استـهداف تركيا لقطاع النفط والمحروقات.

وقد كان هدف تركيا من هذه الهجمات خلق أزمات اجتماعية وخدمية وزيادة معاناة الأهالي والسكان وهذا ما أكدته لنا السيدة (خ0م ) وهي سيدة متقدمة بالعمر من سكان القامشلي / ميسلون حيث قالت بانها عانت كثيراً نتيجة هذه الهجمات التي سببت لها حالة نفسية وجسدية مؤلمة كارتفاع الضغط لديها عند سماع الأصوات القوية وعدم قدرتها على ممارسة حياتها الطبيعية بسبب انقطاع الكهرباء والماء

واختصرته بجملة / نحن لم نمت بهذه الهجمات ولكن استهداف المرافق الحيوية هو بمثابة الموت البطيء لنا /

(ر.م ) سيدة من القامشلي / محمقية بعد استهداف محطة الكهرباء الذي كان بالقرب من منزلنا أصبحت اعاني من حالات التوتر والقلق خوفاً على أولادي حيث أصيب أحد منهم بمرض فيروسي بسبب انقطاع المياه وتلوث مياه الشرب التي كنا نقوم بشرائها بالإضافة الى حالات الهلع والخوف التي أصيب بها أبنائي نتيجة أصوات القصف

واختصرت حالتها بجملة / نحن لما نطلع من بيوتنا ما منعرف إذا راح نرجع اولا /

وان الهجمات التي تحدث بشكل دوري على مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي لم تتوقف تداعياته على النساء فقط بل أثرت بشكل كبير على الأطفال لأن الطفل الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة يحتاج أن يشعر أن الحدث الذي سبب له الصدمة قد انتهى ولكن الهجمات المتكررة على مناطق شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي تشعر الأطفال دائماً ان الخطر لا يزال قائماً وبالتالي فرص تشافيه من الصدمة تكون ضئيلة , حيث يعاني الأطفال بعد هذه الهجمات من امراض نفسية وجسدية مثل القلق والتوتر والخوف

ذكرت لنا الطفلة ندى ذات 12عاما من أهالي قامشلي أنها بعد سماع أصوات القصف أصبحت تعاني من امراض متعددة مثل اضطرابات سمعية وحالة عصبية نفسية كما أصيبت بمرض فيروسي نتيجة المياه الملوثة

الطفل علاء عشر سنوات من أهالي قامشلي ايضاً تعرض لأمراض متعددة مثل التبول لا ارادي بسبب الخوف كما انه اصيب بالاكتئاب نتيجة للعزلة بعد تعليق التعليم إثر الهجمات على مناطقهم والتي كان من ضمنها استهداف بعض المدارس

أن تلك الهجمات التي قامت بها دولة الاحتلال التركي تعد خرقاً للاتفاقيات الدولية وانتهاكاً واضحاً لحقوق الانسان ففي الوقت الذي أدانت فيه تركيا انتهاك إسرائيل لحقوق الانسان في غزة بقصفها البنية التحتية كانت هي نفسها تقوم بقصف البنية التحتية والمرافق الحيوية في شمال وشرق سوريا

ونحن في مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا وكمركز حقوقي نسوي نطالب من منظمات المجتمع الدولي وحقوق الانسان والاتحادات النسوية الداعمة لحقوق المرأة بالتدخل لوقف هذه الهجمات ومنع الطيران التركي سواء كان الحربي أو المسير من دخول الأجواء السورية وبشكل خاص مناطق شمال وشرق سوريا للحد من معاناة السكان وبشكل خاص النساء والأطفال في شمال شرق سوريا

 

مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا

21/10/2023

 

 

شاهد أيضاً

بيان استنكاري بخصوص الأعمال الإرهابية و اللاإنسانية التي قام فصيل موالي للاحتلال التركي

بيان استنكاري إننا في مركز الأبحاث و حماية حقوق المرأة نستنكر الأعمال الإرهابية و اللاإنسانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *