رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري المؤقت السيد أحمد الشرع،

بعد مقتل الشهيدة هڤرين خلف بعدة أشهر ، ذهبت لأعزي والدتها. قادتني إلى غرفة هڤرين حيث احتفظت بكل أغراضها على حالها يوم مغادرتها لمنزلها في ديريك دون عودة: البيجاما على وسادة السرير ، الكتاب الذي كانت تقرأه قبل موتها، كاس الشاي، شكلات ومحابس الشعر وباقة ورد جافة على الكرسي بجانب السرير . لم أجرؤ على التفوه بكلمة واحدة ولا على طرح اي سؤال. كنت منشغلة بمقاومة دموعي ومنعها من الانهمار . قالت لي سعاد أم هفرين : عندما اتوا بجثة ابنتي حاولوا منعي من فتح التابوت. قاومت و اصريت، كيف تُدفن هفرين دون ان اطبع على وجنتيها الجميلتين قبلتي الاخيرة. ولكن ما رأيته آلمني أكثر من موتها. عندما فتحت التابوت لم أتعرف على ابنتي. مررت بيدي على جسدها أتلمسه قطعة قطعة فلم أشعر به.حاولت لمس أرجلها ولكن لم اجد سوى “عجينة” خالية من العظام. لقد افرغوا اكثر من ثلاثين رصاصة كلاشنكوف فقط على أرجلها. اقتلعوا جلدة رأسها وهم يسحبونها من شعرها الطويل البديع ، كسروا حنكها واقتطعوا أناملها الرقيقة الطويلة. كم اتمنى لو ارى قاتلها يوما فقط لأسأله : رصاصة في الرأس او في القلب تكفي لقتل شخص. ألم تستطع ان تكتفي بقتلها وهي المدنية الغير مسلحة برصاصة واحدة؟ ألا تعلم بان رصاصة واحدة تكفي للقتل؟ منذ رحيل هڤرين أتلوى ألما ليلا ونهارا ، ساعة بساعة ، ليس على موتها ولكن على الطريقة التي قتلت بها.

سعاد أم كردية مسلمة وملتزمة جدا بدينها لا تقطع فرض صلاة ولا تفطر يوما برمضان .

هل لك ياسيادة الرئيس أن تنصف هذه الأم الثكلى وان تسأل قاتل ابنتها لماذا نكل بهذه الصورة الوحشية بها؟ هل لك ان تحيله إلى القضاء هو ومن شارك معه في هذه الجريمة الوحشية النكراء ؟ هل لك ان تكون رئيسا منصفا لكل الأمهات السوريات؟