مجموعة الاستراتيجيات السبع لوضع حد للعنف ضد الأطفال :
العنف ضد الأطفال هو الاعتداء عليهم جسديا و جنسيا و جرح مشاعرهم هذا بالنسبة للمراهقين و المراهقات منهم , أما بالنسبة للرضع و الصغار منهم فإنه يتخذ أساساً شكل إساءة المعاملة على أيدي والديهم و مقدمي خدمات الرعاية إليهم و غيرهم من الأفراد ممن لديهم سلطة عليهم , و عندما يكبر الأطفال فإن العنف بين الأقران يصبح شائعاً أيضاً بينهم و يشمل ممارسات التنمر و القتال و العنف الجنسي و الاعتداءات التي تشن غالباً بأسلحة من قبيل البنادق و السكاكين , و رغم انتشار العنف بمعدلات عالية فإنه غالباً ما يكون خفياً أو غير ظاهر للعيان أو دون المستوى المطلوب للإبلاغ عنه .
يتخذ العنف ضد الأطفال أشكالا مختلفة في شتى مراحل العمر :
حتى عمر الخمس سنوات يتعرض الأطفال للإساءة في المعاملة و التنمر .
من عمر الخمس سنوات و حتى العشر سنوات يتعرض الطفل للتنمر بشكل أكبر و العنف الجنسي و جرح المشاعر أو العنف النفسي و مشاهدة العنف بالإضافة الى العنف بين العشراء .
من الحادي عشر و حتى السابع عشر من العمر يتعرض الأطفال الى التنمر و الإساءة و العنف بين الشباب و العنف بين العشراء و العنف الجنسي و جرح المشاعر و العنف النفسي و مشاهدة العنف .
و يخلف العنف ضد الأطفال آثاراً جسيمة و دائمة تهدد رفاههم و يمكن أن تستمر معهم حتى مرحلة البلوغ , و يمكن أن يسفر عن التعرض للعنف في عمر مبكر قصور في نمو المخ , و مجموعة عواقب صحية جسدية و عقلية آنية و أخرى تمتد طوال العمر على الصحة العمومية و التكاليف المباشرة المتكبدة عنه الى تقويض الاستثمارات الموظفة في مجال تعليم الطفل و صحته و رفاهه , كما يقوض العنف ضد الأطفال قدرة أجيال المستقبل على الإنتاج .
يمكن منع وقوع قدر كبير من العنف و من لآثار الجسيمة المترتبة عليه من خلال تنفيذ برامج تعالج أسبابه الجذرية و عوامل الخطر المتعلقة به
و ينشأ العنف عن تفاعل عوامل تتعلق بالأفراد و العلاقات و المجتمعات المحلية و عوامل اجتماعية , و تمثل هذه المستويات الأربعة نقاط دخول رئيسية بالنسبة الى مجموعة الاستراتيجيات السبع , و تعد المعايير المتعلقة بالجنسين عاملاً رئيسياً على مستوى المجتمع و هي تعرض الأطفال و المراهقين للعنف , و بإمكانها أن تعزز الوضع المتدني للفتيات و النساء في المجتمع و تزيد احتمال ممارسة الفتيان و الجال للعنف ضدهن .
و مجموعة الاستراتيجيات السبع هي عبارة عن مجموعة تقنية لجميع الجهات الملتزمة بمنع العنف ضد الأطفال و المراهقين و الاستجابة له ابتداءاً بالحكومات و فئات المجتمع المدني و انتهاءاً بهيئات القاعدة الشعبية و القطاع الخاص , و تضم المجموعة استراتيجيات مستنبطة من أفضل البينات المتاحة و المقترنة بفرص كبيرة للحد من العنف ضد الأطفال , و قد تعاونت على وضع مجموعة الاستراتيجيات السبع, عشر وكالات طويلة الباع في ميدان تعبئة نهوج متسقة و مشفوعة بالبينات لمنع العنف ضد الأطفال و هي وكالات متكاتفة مع بعضها البعض و تحث البلدان و المجتمعات المحلية على تكثيف جهودها الرامية الى منع العنف ضد الأطفال و الاستجابة له عن طريق تنفيذ الاستراتيجيات المبينة في هذه المجموعة .
تتمثل رؤية الاستراتيجيات السبع في إيجاد عالم تقوم فيه الحكومات روتينياً و بفضل المشاركة القوية لفئات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية بتنفيذ و رصد تدخلات رامية الى منع العنف ضد جميع الأطفال و المراهقين و الاستجابة له , و مساعدتهم على استغلال كامل طاقاتهم
و تعزز تلك الرؤية الحماية المكفولة بموجب اتفاقية حقوق الطفل التي تفيد بأن جميع الأطفال لهم الحق في التحرر من كل أشكال العنف , و تعكس الحاجة الملحة الى معالجة العبء الكبير الذي يلقيه العنف ضد الأفال على عاتق الصحة العمومية و المجتمع
و تهدف مجموعة الاستراتيجيات السبع الى مساعدة البلدان و المجتمعات على تحقيق الغاية ( 16. 2 )من أهداف التنية المستدامة , و مؤداها (( إنهاء إساءة معاملة الأطفال و استغلالهم و الاتجار بهم و تعذيبهم و سائر أشكال العنف المرتكب ضدهم )) و أيضاً الغاية ( 5.2) من تلك الأهداف و التي تتضمن (( القضاء على جميع أشكال العنف ضد جميع النساء و الفتيات في المجالين العام و الخاص , بما في ذلك الاتجار بالبشر و الاستغلال الجنسي و غيرها من أنواع الاستغلال , و أيضاً الغاية ( 16.1) من الأهداف المذكورة و مفادها (( الحد بدرجة كبيرة من جميع أشكال العنف و ما يتصل به من معدلات الوفيات في كل مكان ))
تضم مجموعة الاستراتيجيات السبع سبع استراتيجيات توفر معاً إطاراً بشأن وضع حد للأطفال , و تعرض في كامل تلك المجموعة كل استراتيجية بالاقتران مع غرضها و أساسها المنطقي و آثارها المحتملة و النهوج المحددة لتنفيذها و البينات التي تثبت فعاليتها , و إضافة الى ذلك , فإن مجموعة الاستراتيجيات السبع تضم نشاطين شاملين يساعدان معاً في ربط الاستراتيجيات السبع ببعضها و تعزيزها و تقييم التقدم المحرز نحو تنفيذها
و مجموعة الاستراتيجيات السبع هي :
أولاً : تطبيق القوانين و إنفاذها :
قوانين تحظر معاقبة الأطفال بعنف من الوالدين أو المعلمين أو غيرهم من مقدمي خدمات الرعاية . قوانين تجرم الاعتداء الجنسي على الأطفال و استغلالهم
قوانين تمنع تعاطي الكحول على نحو ضار.
قوانين تقيد سبل حصول الشباب على الأسلحة النارية و سواها من الأسلحة .
ثانياً : المعايير و القيم :
و تهدف هذه المعايير و القيم الى :
تغيير الالتزام بالمعايير التقييدية و الضارة بين الجنسين و في صفوف المجتمع .
برامج تعبئة طاقات المجتمعات المحلية .
التدخلات المحايدة .
ثالثاً : أيجاد بيئات آمنة :
بهدف : الحد من العنف عن طريق معالجة البؤر الساخنة .
وقف انتشار العنف .
تحسين البيئة العمرانية .
رابعاً : تزويد الوالدين و مقدمي خدمات الرعاية بالدعم :
تزويدهم بالدعم من خلال زيارتهم في المنزل .
تزويدهم بالدعم في إطار تشكيل جماعات داخل المجتمعات المحلية .
تزويدهم بالدعم بفضل برامج شاملة .
خامساً : تحسين الدخل و تعزيز الوضع الاقتصادي :
التحويلات النقدية .
الادخار الجماعي و منح القروض جنباً الى جنب مع التدريب على المساواة بين الجنسين .
توفير التمويل بمبالغ صغيرة بالاقتران مع التدريب على المعايير المتعلقة بالجنسين .
سادساً : خدمات الاستجابة و الدعم :
نهوج المشورة و العلاج .
إجراء الفحوص جنباً الى جنب مع تنفيذ التدخلات .
برامج علاج الأحداث الجانحين في نظام العدالة الجنائية
التدخلات المتعلقة بكفالة الأطفال و الشاملة لخدمات الضمان الاجتماعي .
سابعاً : التعليم و المهارات الحياتية :
زيادة معدلات التسجيل في المدارس التمهيدية السابقة لمرحلة الدراسة , و في المدارس الابتدائية و تلك الثانوية
أيجاد بيئة مدرسية آمنة و مواتية .
تحسين معرفة الأطفال بالاعتداء الجنسي و بكيفية حماية أنفسهم منه .
التدريب على المهارات الحياتية و الاجتماعية
برامج منع العنف بين العشراء ن المراهقين .
مركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة
20/11/2024
No responses yet